الرئيسية
؛’
لدي رغبة في البوح عن شيء ما
أجهل ما هو
يبدو لي أنه شيئاً من ذاك الجنون
نعم أنه هو ذاك
الـ/ تبقى منه الشيء اليسير
فقد سلبتني ( يا أنت ) مقومات حياتي
وأطمئن لن أسهب بتفاصيلها
فالبوح هاهنا لا يسمح بسرد مفاهيم استدراكية نحو تلك المقومات .
.
.
.
كل ما في جعبتي
.... جثث لمشاعر مصطفة
تنتظر أن تحملها
أن تكفنها بيديك
أن تسدل عليها لعنة الفراق
وأما عن الصور
فقد حنطتها بجلدي بعد أن محوت بدمي ملامحها
.
.
.
خذ كل ما لدي من ذكريات ومزّق دابر وجودها
فقد أوجعني ترنحها بخلدي وبقائها أكثر يدمرني ويبعثرني ينثرني كالهباء
ويحيلني إلى ذرة تعادل كيمائياً ملايين من السنين العجاف .
.
.
.
هاهو البوح الأخير
ينتزعُ الحروف من منابتها
كمن ينزعُ شكوك حاد من جسد موشح بالرقة
خروجها مؤلم ... وبقائها أشد ألماً
.
.
.
هاهي أبجديتي تستأثرُ بالنهاية على بدايتها
وتنسف بشموخها من أعلى قمة تربعت بها
لتكتب لكَ شهادة موتها
لتعلقها بدوركَ
بناصيةِ ذكرياتكَ
.
.
.
أنا يا أنتَ
أحرقتُ الماضي وجمعتُ رماده
كي أذره على هذه الورقة لتصلكَ حيث كنت
واعلم ... أنني لم أعد بحاجة لقضاء أوقات طوال بخنادق همسك الموحشة
ولن أستطل الوقف على أرصفة الانتظار
وتيقن يا من كنت عبق أنفاسي
أنني لن أعود
و أن عدت أنت لَتستجدي الرجوع
ولتؤمن بأني أضعتُ الخارطة ..
تلك الـ/ كانت تدلني على مكان ( حبنا ) جنوننا (عشقنا)
ولم أكتفِ بذاك الضياع
بل أني عصبت عيناي
وأخذتُ أجرب أن أمشي بشتى الاتجاهات عدا اتجاه يوصلني إليك
.
.
.
أكتب الآن برضا تام
منسكب من ذات مكتملة النضج
وقد لا يدرك جنونك مادون أعلاه
ولكن بعد أن أحمل ذاتي وأرحل ربما
ستستدرك أن هناك [ جرح ]
أودى بحبي لك إلى الردى
.
.
.
بجثة حبي
بكامل شموخي
بصخب كبريائي
بجنوني
بحروفي
سـ/ أرحـــل
لأكمـل بقية مشواري
بعيداً
بعيداً
بعيداً
عنك
